ثم ينصرفون و لا شيء ...!

زائر

جملة علقت بذهني أثناء قراءة كتاب من المذبحة إلى ساحة الدعوة للأستاذ عباس السيسي

في السابق القريب نوعاً ما

كنت أحط على كتابٍ و لم أعر اهتماماً لتلك الصفحات القليلة التي تسمى بالمقدمة

كنت في الغالب أعتبرها حشو و زيادة موجزها فقط الإكثار من صفحات الكتاب

أو أن الكاتب يريد استعراض شيء ما و كل ما يهمني أنها بضع كلمات لن تأتي بالكثير كحال كتب الدراسة التي اعتدت فيها حشواً و زيادة فأثب نهمة لتلك الصفحات الكثيرة لأقنص من نوافذها لوحة جمالية تشبع شغفي بالوصول لكلمة النهاية و التي يتبعها أيضاً الفهرس و المراجع الأول كان مصيره هو ذاته مصير المقدمة أما المراجع فكان لها نصيب الأسد في وجبة دسمة مليئة بأفكار و صراعات خُتمت بتوقيع الكاتب

و لكن ...

تتغير الحياة و تتبدل مسيرتها و هذا هو الحال

نبذة عن الأستاذ عباس السيسي :

هو عباس السيسي المولود في 28 نوفمبر 1918 م الموافق 23 صفر 1337 هـ

بمدينة البحيرة إحدى محافظات مصر

......
دراسته :

أتم التعليم الثانوي الصناعي و من ثم التحق تطوعاً بالجيش " مدرسة الصناعات الحربية " بتوجيه من الشيخ " حسن البنا " المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين و بعد تخرجه من المدرسة التحق بورش سلاح الصيانة

لُقب بـ " بسمة المحن " فلقد تعرض الأستاذ للعديد من المواقف العصيبة كـ

- حكم عليه بالإعدام في عام 1954 و الذي خفف ليكون حكماً مؤبداً

صافي السريرة و رائع البسمة حوّل أيام سجنه لبسمات على وجه زملائه و عندما حل العفو عن السجناء كان هو أحدهم و خرج مودعاً شبابه جدران السجن و لكن بقى بقلبه شاباً و بروحه وداً و عطراً و اللذان جعلاه يشد انتباه الشباب ليلتفوا حوله و كان شعاره " الدعوة إلى الله حب و الصبر عليها جهاد "

أخذ الشيخ ينظم دعوة الإخوان المسلمين بالإسكندرية و سكن بها بمنطقة ميامي و واصل عمله عضواً بمكتب الإرشاد الذي ما لبث أن اعتذر عنه ليتيح الفرصة لدماء جديدة تنهض بتلك الجماعة

تابع عمله من مدينة الإسكندرية و التي أسس بها داراً للنشر كانت قبلة للدعوة الإسلامية

......
وفاته :

توفاه الله في 22 أكتوبر 2004 م الموافق 8 رمضان 1425 هـ عقب صلاة التراويح

لا أعلم ما الذي جذبني لمقدمة الكتاب لأعيد قراءتها مراتٍ عديدة و في كل مرة أتوقف عند " ثم ينصرفون و لا شيء "

الكتاب يندرج تحت الكتب الدعوية فاخترت منه موقفاً و أتيت بما يماثلها من الحياة التي نعيشها الآن

ذكر الكاتب :

- انصراف الأئمة : كثرت الخطب و الرسائل التي تدعونا و تحثنا على تعاليم ديننا و التعريف بها و الانغماس في ملذات الدين اليسير

و لكننا نجد من هم اعتلوا منابرنا ينصرفون عنا بعد أن ينفضوا عن كلماتهم الغطاء قد تشعرنا بالرغبة في المضي قدماً و قد نتوقف فكلماتهم جوفاء سمعنا أصدائها مراتٍ و مرات

رجعت بذاكرتي للخلف شهران من الزمن

أحدهم و الذي يحمل ديانة و لغة مخالفة لديانتي و لغتي و لكننا كنا على شعرة لغة أخرى نتجاذب منها أطراف الحديث

سألني عن جنسيتي و عندما علم بأني أحمل الهوية العربية توقع أنني مسلمة أسئلته العديدة و رأيه الغريب و قناعاته الهاوية جعلتني أرتجف من سعادتي بما أحمل من نعم أجلها و أعظمها تلك التي تنير الدنيا و الآخرة

فإن أخفقت في بعض العبادات فالله عفو سيعفو عني و يرحمني و يحفني بكرمه و سيباعد بيني و بين النار

هكذا أملي فيه و رجائي له و ما زال العفو الغفور الكريم الرحيم " إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك "

تساءلت أين من أجلدونا بكلماتهم و توغلوا بمسامات الدين و نهلوا من نهره العذب أكل همهم نحن

أكل هؤلاء بكثرتهم و الحمد لله جميعهم همهم الهوية العربية و العربية فقط المحاصرة في أقطار

تصعلك الصعاليك أكثر فقاموا ينبشون سيرة الحبيب و يرشقونها بقذاراتهم فأين الدعاة

طلب أحدهم و الذي لا يحمل هوية عربية و لكنه فقط مفكر قرأ عن نبي الرحمة و طالب بإعداد عملاً يُعَرف العالم به

تُرى أين نحن من هذا ؟؟

من الدعوة لهؤلاء الذين حملوا لواء العلم و طافوا بساحات رفعت بها الأوراق على أسنة الألسن لتُنطقها لغةً عربيةً أصيلة

تمحور هؤلاء حول الغاية الأصلية و نهبوا من صدور أبنائنا - إلا من رحم ربي - العلم ليغرسوا فيهم قناعات دخيلة فأصبحت الغاية تبرر الوسيلة

فيلقون مما بجعبتهم أقل من القليل و ينصرفون

فماذا نقول لهم أنقول شكراً لما ساعدتم في بنائه ؟؟

أم ننعي أنفسنا أم ننعي أولادنا ؟؟

و من البخل إلى الكرماء في ذات الساحة أين شكرهم ؟؟

أَصَعُب علينا قبل الانصراف أن نقول شكراً لما أسستم فينا من مبادئ

أصَعُب أن نقول شكراً لفيض كرمكم

من هذا كله لمواقف إنسانية

ابن خرج من بيته صباحاً و لم يقبل يدي أمه و أباه و يقول شكراً لجميل صنيعكم و هذا أقل القليل

رجل خرج من بيته و لم يتذكر شكر زوجته و الربت على كتفها

رجل خرج من بيته و لم يتذكر شكر الله على إعطائه يوماً جديداً في الحياة

رجل قام من مرضه و لم يتذكر شكر الله أن عافاه

رجال انصرفوا و لم يتذكروا شكراً و وداعاً لمن أودعوهم صدورهم

و ما زلنا ننصرف ....!

قراءتي

عقود الياسمين أهديها لمن كانت قلوبهم نقاء مثلها و مثلها فقط

كل الود

زائر

اماسي البوح

قراائعه راائعه شاركتينا بها

فعلا عزيزتي

احيانا نهمل قراءة مقدمة يضعها كاتب والتي ينقل فيها رؤية خاصة يعلم اهميتها

وما نقلتيه من مقدمة مهم جدا

فما اشبه اليوم بالبارحة

وما اكثر المواقف التي ننصرف عنها دون الالتفات ولا حتى بكلمة شكر

جعلتيني انتبه والتفت

وهذا يكفي لتعلمي ان موضوعك لقي الفائدة

بارك الله بك

وبأنتظار المزيد من قراءات تختارينها لنا

فانا اعلم بجميل ذائقتك

وفقك الله

زائر

ذكرتيني انا بصلاة الضحى

فاذا كان علينا شكر الناس

فالافضل ان نشكر الله

الذي اعطانا لم يعطينا غيره

وصلاة الضحى تجزي عن ذلك

كنت اصليها ولكن في الدووووووام

لا اداوم عليها

نسأل الله ان يجعلنا وإياكم

من الذين يصلون صلاة االأوابين

ويتمسكوا بها ...ثم لاننصرف عنها

نور العراق