انكسرت ريشة الفنان

زائر

[size=29]توقف القلم

لم يعد القلم قلمًا ذهبيًا

ولا فضيًا

ولا برونزيًا

انكسرت ريشة الفنان

نضب الحبر

تاهت الحروف

تبعثرت الكلمات

تلجل اللسان

لم تعد الأفكار ترد الخواطر

لم تعد الكلمات تنهمر كما كان

جف نبع الكلمات

معك كان للكلمات نبع

معك كان القلم ذهبيًا

معك كانت الريشة تعبر

تصف

تتفنن

الآن لا وصف

ولا تفنن

الآن انكسار

معك كان للكلمات معنى

وللحياة طعم

فهل يرجع القلم ذهبيًا

وهل يعود نبع الكلمات

ترى هل يتحقق الحلم

وتصير الآهات نغمات

أسفي عليك يا قلمي

أسفي عليك يا نبع الكلمات

يا حسرتي يا حسرتي

ضاعت الكلمات

توقف النبض

توقف التنفس

توقفت الحركة

أصبح الجسد هامدًا

لا صراخ

لا حركة

لا نبض

لا تألم

لا توجع

لا فرح

رجع الصنم

رجع الجمود

رجع الحجر كما كان

بعد أن لان

ركدت المشاعر

تجمدت الأحاسيس

لا حياة بعد اليوم في هذا الجسد

خرجت الروح من جوانبه

أصبح صنم

مومياء من زمن الفراعنة الشداد

لكنه مومياء بلا ثمن

جيفة ملقاة في الطرقات

تعبر المارة عليه ولا تلتفت

عبرة لمن لا يعتبر

هكذا الإنسان بل حب

جسد بلا روح

بلا ثمن

توقف الإلهام

توقف الوصف منذ أن توقفتي

توقف الشاعر عن الإحساس

ماتت البسمة

ماتت المشاعر

عادت الأحزان ترنوا إلى مسامعنا

عادت الأوجاع

عاد الحرمان أبشع مما كان

عاد اليأس يرقص فرحا

شامتًا

عادات الأيام تلقي الظلام

لم يعد للنور محل

ولا للأمل مكان

أصبح اليأس حقيقة

والأمل سراب

والفرصة ضاعت

وتاهت معالمها

وتحطم الحلم على صخر الحقيقة

مات الخيال

تشوهت الصور الجميلة

قبحت المعاني

نزف الشاعر دمًا من قلمه

بعدما كان ينزف السعادة والجمال

ما عاد القلم إلا سكينًا

ينغرس في جوانبه

يفتح ثغرات

ويصنع جروح

تنزف وتزرف دما

لا تندمل

لا تشفى

حتى تعودين

يا مصدر الإلهام [/size]