التسبيح

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
والصَّلاة والسَّلام على سيِّدنا محمَّد خاتم الأنبياء والمرسلين.

التَّسبيح يعني أن نكرِّر ذكر تنزيه الله تعالى وتقديسه، وعبارة سبحان الله تعني، تنزَّه الله تعالى، وهي بالعموم تعني إبعاد الله تعالى عن سوء ظنوننا وتقديراتنا البشريَّة ولغونا وسعة إدراكنا، وكمثالٍ على ذلك عبارة: سبحان الله عما يصفون، أي بعُد الله عن الصفات التي وصفوه بها وفي هذا يقول القرآن الكريم.
أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ {100}الأنعام

وقوله أيضاً:
أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {18} يونس

ويكون التَّسبيح بأن نقول: سبحان الله. ويضاف إلى عبارة التَّسبيح كلمة (وبحمده) ويصبح المعنى تنزَّه الله تعالى وله الحمد أو وأحمده.
والتَّسبيح فريضة بيِّنة مثله مثل بقيَّة الفرائض، ولقد جاء الأمر بها عاماً لكل المؤمنين كما جاء في مواضع كثيرة مخصوصاً بالنَّبيِّ الكريم عليه الصَّلاة والسَّلام، وهو بذلك لا يختلف نهائياً عن الأمر بالصَّلاة والذي خوطب به المؤمنون جميعاً كما خوطب به النَّبيُّ الكريم عليه الصَّلاة والسَّلام، يقول الله تعالى مخاطباً المؤمنين:
أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً{41} وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً {42} هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً{43} تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً{44}الأحزاب

ويقول الله تعالى مخاطباً نبيُّه الكريم:
أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ{38} فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ{39} وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ{40} ق