الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خاتم الانبياء وامام المرسلين وبعد:
قمت البارحة بقرأة كتاب(بدر التمام في حسن الختام)
وقد اوقفتنى بعض النقاط في هذا الكتاب وهزت وجدانى
مما جعلتنى اكتب كل حرف بقلب مرهف وباكى من خشية الله واتمنى ان اقدر اوصل لكم ما شعرت به من خلال قرأتى لهذا الكتاب لانى وجدته يأخذ بقلب القارئ واتمنى أن تكون موعظة يرجع بها العاصي ويتوب, بسببها العبد ويقلع عن الذنب مستعدآ ليوم يلقي فيه ربه فتحسن خاتمته, فالموعظة كثيرة وصوارف الدنيا تأخذ بالنفس يمينآ وشمالآ فنحتاج إلي من يذكرنا لنرجع ونتوب ونحسن اعمالنا ونخلص النية لله
فإن نيصيب الانسان من الدنيا عمره, بل هو رأس ماله في هذه الحياة يظل فيها تجارة فإن استطاع أن يحياها في طاعة الله فقد ربح في تجارته , وإن فرط فيها فأخذ في اللهو واللعب واستغلها في المعاصي والسيئات حتى يلقي الله فقد باءت تجارته بخسارة فادحة, فكم حسرة تحت التراب والعاقل من يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله وخاف من ذنوبه قبل الهلاك.
عنوان درسي هو:
إن الموت حق لا ريب فيه ويقين لا شك فيه
((وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد))
فمن يجادل في الموت وسكراته؟!
ومن يقدر علي تأخير موته وتأجيل ساعته؟!
فلماذا تتكبر أيها الانسان وسوف تأكلك الديدان؟!
ولماذا التسويف والغفلة وانت تعلم ان الموت يأتى بغتة؟!
ولكن......
ما هو الموت ؟ وكيف يأتيك؟
عن عوانة بن الحكم قال:قال عمر بن العاص:عجبآ لمن نزل به الموت وعقله معه ولا يصفه؟.......فلما نزل به الموت ذكره ابنه بقول:صفه,
قال:يا بنى! الموت أجل من أن يوصف ولكنى سأصف لك. أجدنى كأن جبال رضوى علي عنقي , وكأن في جوفي الشوك, وأجدنى كأن نفسي يخرج من إبرة)
قولت:الموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقتها له, والانتقال من دار الدنيا إلي دار البرزخ وبه تطوى صحف الاعمال وتنقطع التوبة والامهال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر))
وقفة احبتى...
هل رأيتم حال السلف ماذا كانوا يشاهدون في سكرات موتهم؟؟؟
هم من كانوا قائمين قانطين عابدين لله عز وجل
كيف حالنا احبيتى مع الله ؟؟؟
هل فكرتى فاليوم الذى يأتيكى فيه مالك الموت؟؟؟
ضاقت بي الدنيا عندما اري حال هؤلاء العابدين في سكرات موتهم
ونحن الغافلين اللاهين ماذا بنا إذآ؟؟
رحماك ربي بعباد جهلوا عظمتك وقوتك
هل ظننتى ان الموت فناء مخض ليس بعده حياة ولاحساب ولا جنة ولا نار؟؟؟
ولو كان الامر كذلك لا ستوى الناس جميعآ بعد موتهم . فيكون المؤمن كالكافر , والقاتل كالمقتول.والطائع كالعاصي
ومن يقول ذلك إلا ملحد كافر بعظمة الله , لان الله يقول عن هؤلاء المنكرين للبعث:
((زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلي وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك علي الله بيسير))
فإذا كان العبد طائعآ ونزل به الموت ندم أن لا يكون ازداد من الاعمال الصالحة
قال السلف:إذا حضر الرجل الموت يقال للملك:شم رأسه، قال أجد في رأسه القرآن, قال:شم قلبه قال: اجد في قلبه الصيام. قال: شم قدميه, قال.حفظ نفسه فحفظه الله)
وأذا كان العبد مسيئآ ندم علي التفريط وتمنى العودة إلي دار الدنيا ليتوب إلي الله تعالي ويبدأ العمل الصالح من جديد ولكن هيهات هيهات !!
قال عز وجل
((ولو تري إذ وقفوا علي النار فقالوا ياليتنا نرد ولا نكذب بأيات ربنا ونكون من المؤمنين .بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون))
اخيتى أن الموت هو الحقيقة الوحيدة في حياتنا ولكننا والله لغافلون
والله ان نفوسنا راكدة وقلوبنا غافلة تحتاج إلي تطويل الوعاظ
فنصحنا الحبيب عليه صلوات ربي واتم التسليم:
بأن نكثر من ذكر الموت لما فيه واعظآ
فقال:
(اكثروا من ذكر هاذم اللذات)
سؤال ؟؟؟؟؟؟؟؟ماذا نفعل إذآ حتى نكون في معية الله وظله؟؟؟
ماذا نفعل إذآ حتى ننجا بأنفسنا؟؟؟
إلي من نلجأ وإلي من نفر؟؟؟
ما لنا ملجأ إلا إليه
عملك اخيتى هو الذي فيه النجاه والاستقامة
خوفك ومراقبتك لله هى التى فيها التوبة والرجوع إلي الله
وعليكى بالعمل الصالح فإنها دأب الصالحين
اخيتى عمرك أمانة فستغليه احسن الاستغلال فإن فرطى فيه يمينآ ويسارآ فلسوف تندمين يوم لا ينفع فيه الندم
أنظري معى ماذا رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم
اورد الترمذى عن عبد الرحمن بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم دات يوم ونحن في مسجد المدينة فقال:
((انى رأيت البارحة عجبآ,
رأيت رجلآ من امتى جاءه ملك ليقبض روحة فجاءه بره بوالديه فرد عنه(اي شدة مل يجد من سكرات الموت)
ورايت رجلآ من امتى قد بسط عليه عذاب القبر فحاءه وضوؤه فاستنقذه من ذلك.
ورأيت رجلآ من امتى قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله فخلصه من بينهم.
ورأيت رجلآ من امتى يلهث عطشآ كلما ورد حوضآ منع منه فحاءه صيامه فسقاه وأراوره.
ورأيت رجلآ من امتى والنبيون قعود حلقآ حلقآ وكلما دنا لحلقة طردوه فجاءه اغتساله من الجناية فأخذ بيده فأقعده إلي جانبي.
ورأيت رجلآ من امتى من بين يديه ظلمة ومن خلفة ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن خلفه ظلمة ومن تحته ظلمة وهو متحير فيها فجاءته حجته وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وادخلاه النور.
ورأيت رجلآ من امتى يكلم المؤمنين فلا يكلمونه فجاءه صلة الرحم فقالت:يا معشر المؤمنين كلموه فكلموه.
ورأيت رجلآ من امتى يتقي وهج النار أو شرها بيده فجاءته صدقته فصارت سترآ علي وجهه وظلآ علي رأسه.
ورأيت رجلآ من امتى قد اخذته الزبانية من كل مكان فجاءه امرة بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذاه من أيديهم وأدخلاه مع الملائكة الرحمة.
ورأيت رجلآ من امتى جاثيا علي ركبته وبينه وبين الله حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله علي الله عز وجل.
ورأيت رجلآ من امتى قد هوت صحيفته من قبل شماله فجاءه خوفه من الله فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه.
ورأيت رجلآ من امتى قد خف ميزانه فجاءه افراطه(اي أولاده الذين ماتوا في حياته) فثقلوا ميزانه.
ورأيت رجلآ من امتى قائمآ شفير جهنم فجاءه وجله من الله فستنقذه من ذلك ومضي.
ورأيت رجلآ من امتى هوى في النار فجاءته دموعه التى بكى من خشية الله في الدنيا فاستخرجته من النار.
ورأيت رجلآ من امتى
قائمآ علي الصراط يرعد كما ترعد السعفة فجاء حسن ظنه بالله فسكن رعده ومضي.
ورأيت رجلآ من امتى علي الصراط يزحف احيانآ ويحبو أحيانآ فجاءته صلاته عليه فأخذت بيده فأقامته ومضي الصراط.
ورايت رجلآ من امتى انتهى إلي باب الجنة فغلقت الابواب دونه فجاءته شهادة ان لا إله إلا الله ففتحت له ابواب الجنة.
ها هي الاعمال الصالحة البسيطة التى تغفل ونقصر بها وكم هى منجية
ورأيتم كم من رجل قام بفعلها فنجاه الله من اهوالآ واهولإن هذة الرسالة ما هى إلا محاولة مخلصة من قلب يحبك في الله وارجو أن تعيشي حياة طيبة آمنة فتكون خاتمتك طيبة كالذين عاشوا قبلنا من سلف هذه الامة فكان دينهم طاعة الرحمن حتى صاروا مدمنين ملازمين .فقبضهم الله وهم يصلون, راكعين او ساجدين وكأنهم خرجوا من الدنيا ليواصلوا رحلة طاعتهم في قبورهم
أرئيتى الطريق الذى سلكوه فنالوا حسن الخاتمة؟؟؟
نسأل الله واياكم حسن الخاتمة
واحذر نفسي واياكن من مخالفته فتكون العاقبة وخيمة وخاتمة سيئة ونعوذب بالله واياكن منها
اتمنى أن اكون حركت ولو جزء من قلوبكن بهذا الموضوع ولكم منى اطيب الدعوات والتحيات.
نسأل الله أن يجعل خير اعمالنا خواتيمها وأن يجعل خير أيامنا يوم لقائه أنه ولي ذلك والقادر عليه وهوعلي كل شيئ قدير وبالاجابة جدير.
من تلخيصى ((عجلت إليك ربي لترضا))
