داء العشق ودواؤه!!!!

Admin عدد المساهمات : 455 تاريخ التسجيل : 03/04/2009

أن هذا المرض يتكون من طائفتين من الناس وهم:

قوم لوط
والنساء

فأخبر ربنا عن عشق امرأة العزيز ليوسف وما راودته وكادته به, واخبر عن الحال الذى صار إليها يوسف بصبره وعفته وتقواه , مع أن الذى ابتلي به أمر لا يصبر عليه إلا من صبره الله عليه, فكانفي غاية القوة ومع هذه الدواعى كلها فقد اثر مرضاة الله وخوفه وحبه لله, فختار أن يسجن علي الزنى

فقال (قال رب السجن احب إلي مما يدعوننى إليه وإلا تصرف عنى كيدهن أصب إليهن واكن من الجاهلين))

وعلم أنه لا يطيق صرف ذلك عن نفسه وأن ربه تعالي إن لم يعصمه ويصرف كيدهن صبا لأليهن بطبعه, وكان من الجاهلين وهذا من كمال معرفته بربه وبنفسه.

الطائفة الثانية الذين حكى الله عنهم العشق, وهم اللوطية وكما قال الله تعالي:

((وجاء اهل المدينة يستبشرون* قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون* واتقوا الله ولا تخزون* قالون أولم ننهك عن العالمين* قال هؤلاء بناتى إن كنتم فاعلين* لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون))

وهذا داء أعيا الأطباء دواؤه , وعز عليهم شفاؤه وهو والله الداء العضال والسم القتال الذى ما علق بقلب إلا وعز علي الورى استنقاذه من أساره, وولا اشتعل ناره في مهجة إلا وصعب الخلق تخليصها من ناره وهو اقسام:

تارة يكون كفرا, كمن اتخذ معشوقه ندا يحبه كما يحب الله فكيف يكون محبته أعظم من محبة الله في قلبه.

فهذا عشق لا يغفره الله لصاحبه. فإنه من اعظم الشرك والله لا يغفر أن يشرك به وإنما يغفر بالتوبة الماحية ما دون ذلك.

وعلامة هذا العشق الشركى الكفري, أن يقدم العاشق رضاء معشوقه علي رضاء الله.

وإذا تعارض عنده حق معشوقه وحق ربه , وطاعة معشوقه وطاعة ربه قدم حق معشوقه علي حق ربه.

واستفرغ وسعه في مرضاة معشوقه وطاعته والتقرب إليه علي مرضاة الله.

فتأملوا حال أكثر العشاق هل تجدهم ألا مطابقة لهذا؟؟؟

ثم ضعوا حالهم في كفة وتوحيدهم وإيمانهم في كفة ثم زن وزنآ يرضي الله ورسوله ويطابق العدل.
وربما صرح العاشق منهم بأن وصل معشوقه أحب إليه من توحيد ربه.

ولا ريب أن هذا العشق من اعظم الشرك , وكثير من العشاق يصرح بأن لم يبق في قلبه موضع لغير معشوقه, بل قد ملك معشوقه عليه قلبه كله, فصار عبدآ مخلصآ له.

فإن العبودية هى كمال الحب والخضوع, وهذا قد استغرق قوة حبه وخضوعه وذله لمعشوقه فقد اعطاه حقيقة العبودية.

وكان بعض الشيوخ من العارفين يقول:لأن أبتلي بالفاحشة أحب إلي من أن ابتلي فيها بعشق يتعبد لها قلبي ويشغله عن الله.

آفات العشق

الاولي:الانشغال بذكر المخلوق وحبه عن حب الرب تعالي وذكره,فلا يجتمع في القلب هذا وهذا .

الثانية:العشق وإذا استلذ به صاحبه فهو من اعظم عذا القلب عذاب قلبه بمعشوقه فإن من احب شيئآ غير الله عذب به كما قيل:

فما في الارض أشقي من محب***وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيآ في كل حين***مخافت فراقة أو اشتياق
فيبكى إن نأوا شوقآ إليهم***ويبكى إن دنوا خوف الفراق
فتسخن عينه عند الفراق***وتسخن عينه عند التلاق

الثالثة:أنه ينشغل عن مصالح دينه ودنياه فليس شئ اضيع لمصالح الدين والدنيا من عشق الصور, اما اما مصالح الدين فإنها منوطه بلم شعث القلب وإقباله علي لله

الرابعة:أن القلب كلما قرب من العشق وقوى اتصاله به بعد من الله فأبعد القلوب من الله قلب عاشق, وإذا بعد القلب من الله طرقته الافات من كل ناحية,.

الخامسه:أنه إذا تمكن من القلب واستحكم وقوى سلطانه أفسد اذهن وحدث الوساوس,وإذا فسدت عقولهم فلا ينتفعون بهاواشرف ما في الانسان عقله وبه يتميز عن سائر الحيوانات وإذا ذهب عقله التحق بالبهائم بل ربما كان حال الحيوان اصلح من حاله.

فصل في علاج العشق

ودواء هذا الداء القتال: أن يعرف أن ما ابتلي به من هذا الداء المضاد للتوحيد إنما هو من جهله وغفلة قلبه عن الله فعليه ان يعرف توحيد ربه من سنته واياته اولآ

ثم يأتى من العبادات الظاهرة والباطنة بما يشغل قلبه عن دوام الفكر فيه , ويكثر الجأ والتضرع إلي الله سبحانه في صرف ذلك عنه , وأن يرجع بقلبه له وليس له دواء أنفع من الاخلاص لله, وهذا الدواء الذى ذكره الله في كتابه حيث قال:

((كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين))

فأخبر سبحانه أنه صرف عن يوسف السوء من العشق ولفحشاء من الفعل , بأخلاصه فإن القلب إذا اخلص عمله لله لم يتمكن منه العشق وإنما يتمكن من القلب الفارغ الغافل

كما قال:
أتانى هواها قبل أن اعرف الهوى***فصادف قبآ خايآ فتمكنا

وأيضآ من الوسائل التى ذكرها رحمة الله:

فاليتذكر قبائح المحبوب, وما يدعوه إلي انفر عنه, فإن طلبها وتأملها وجدها اضعاف محاسنه التى تدعوه إلي حبه.

فإن عجزت عنه هذه الادوية كلها لم يبق له إلا صدق اللجأ إلي من يجيب المضطر إذا دعاه , وليطرح نفسه بين يديه علي بابه مستغيثآ به, متضرعآ متذللا مستكيآ

وتذكروا دائما كلام بن القيم

تفكير ساعة في المعشوق يبعد ميلآ عن المعبود

من تلخيصي

زائر

Admin عدد المساهمات : 455 تاريخ التسجيل : 03/04/2009

زائر

الله عليكى اختى مسلمات

ماشاء الله موضوع رائع ووافى

اللهم علق قلوبنا بحبك ولا تشغل قلوبنا الا بحبك

بارك الله فيكى اختى داء العشق ودواؤه!!!! 11371141213

» هل يجوز إطلاق العشق في حق الله ؟