النصر مع الصبر ... الاسراء والمعراج ... أبلغ دليل

زائر

ونحن نعيش ذكرى الاسراء والمعراج .. تلك الليلة المباركة

نتامل وقائع هذه المرحلة التى انطلقت من رحاب المسجد الحرام فى ام القرى

الى ذلك الركن القصى من البقعة المباركة حيث اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

ونستخلص المعانى التى تؤكد ان النصر مع الصبر وان نبينا الكريم تحمل الكثير من المتاعب

وعاش الكثير من اللحظات القاسية , ومع ذلك ظل ثابتا كالطود الشامخ يسمو فوق المكاره

يسجد لله شاكرا مرددا ( ان لم يكن بك على غضب فلا ابالى )

هذا الرسول النبى الامى لم يتبرم يوما بما وضع فى طريقه من اشواك

استقبل اوصاف الخصوم له بايمان راسخ والتزم بقول الله تعالى

(ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون , فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين , واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )

الايات من 97: 99 سورة الحجر

حمل الامانة وكان فى مقدمة الرسل من اولى العزم , وواجه المتاعب بالتحدى

وانتصر فى كل المواقف , الصبر رائده وضبط النفس والخلق الكريم والصدق والطهارة

وحسن التصرف كانت الساعد الايمن لسيد الخلق فى تخطى العقبات وتجاوز الحواجز

وكان النور ينبثق فى الارض التى يضع قدمه بها , القلوب تلتف حوله , وينجذب البشر الى رحابه الطاهرة

فقد كانت السماحة والبشر وملامح النبوة تتجلى بأبهى صورها فى وجه المصطفى

عليه افضل الصلاة والسلام

وسوف تظل رحلة الاسراء والمعراج نبعا صافيا يغترف مه اهل العلم والنور الكثير

من النفحات والقدوة الطيبة ومواجهة مصاعب الحياة بقلوب راضية بقضاء الله وقدره

كما انها تظل فى ذات الوقت مثار تشكيك للذين فى قلوبهم مرض

وكل ذلك يؤكد ان الطريق الصحيح , والمنهج الحق هو اتباع سيدنا محمد

فى كل خطواته وتحركاته , والتأسى به فى كل المواقف خاصة ايام الشدائد وزيادة الكرب

ولعل ابلغ دليل على تقدير الله سبحانه للنبى الكريم سيدنا محمد

يتمثل فى رحلة الاسراء والمعراج فقد جاءت بعد مرحلة شاقة فى بداية الدعوة المحمدية

شعاب مكة شهدت الكثير من المعارك والمعاناة التى عايشها منذ ان امتثل لامر الله تعالى

( فأصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين )

وقفوا فى طريقه واعلنوا راية العصيان والتحدى , وقالوا شاعر مجنون

لم يأبه بعصابة الشرك وما كانت تبثه فى اهل مكة وما حولها من بهتان واقوال كاذبة

رغم انهم يعلمون علم اليقين انه الصادق الامين ذو الخلق العظيم

فى عام رحلة الاسراء والمعراج فقد النبى العظيم اثنين من الذين وقفوا الى جواره

اول هذين الاثنين ام المؤمنين الفاضلة ( السيدة خديجة ) رضى الله عنها

فقد كانت الصدر الحنون والقوة الدافعة لكى يمضى فى طريقه تبارك تحركاته

وتردد على مسامعه ( انك تحمل الكل وتكرم الضيف وتعين على ثوابت الحق )

مؤكدة ان النصر سيكون حليفك

كلماتها كانت تنزل على قلب سيد الخلق بردا وسلاما وتشجعه على قهر اى مصاعب تعترض مسيرته

كما كان هناك عمه ابو طالب , احتضن ابن اخيه وواجه صناديد مكة قائلا

(والله لا اسلمك اليهم ابدا وانا بجوارك , ولا تعير هؤلاء اى التفات )

الاثنان خديجة وابو طالب رحلا عن الدنيا وحزن الرسول كثيرا لفراقهما

ثم كان الفرج والتسرية بتلك الرحلة المباركة التى صلى فيها بالانبياء

ثم كان المعراج للصعود الى السموات العلى حيث راى الكثير من ايات ربه

فاطمأن القلب واستراحت نفس خير خلق الله , وتذود بطاقة نورانية

اضفت على رحلته الكثير من الجلال والمهابة والمكانة العالية

فى تقديرى ان افضل تقدير وتكريم لسيد خلق الله تلك الاية الكريمة فى صورة النجم

( ما زاغ البصر وما طغى ) فهى تشير بما لا يدع مجالا للشك ان الرسول الكريم

قد منحه الله القدرة فى التحكم فى كل جوارحه وتمكن من السيطرة على نوازع النفس البشرية

ففى خلال الحضرة الالهية كان ضبط البصر مع الارادة القوية فلم يتجاوز البصر حدود

رؤيته المنضبطة بقوة العزيمة والارادة ولم يعتريها الطغيان الى غير حدودها

انها منتهى القوة فى التحكم فى الطبائع البشرية

فخر واعتزار بهذا الايمان الثابت والارادة الفولاذية

( مقال اعجبنى فى احد الجرائد ونقلته لكم )

نور الايمان

» أيات الله في ليلة في ليلة الاسراء والمعراج
» صوت الاسراء
» رحمة للعالمين
» حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
» خطبة في أهمية الصبر في البأساءوالضراء