كان العمل يسير على أفضل وجه ولم يعلموا بالخفايا التي ستظهر قريبا الى ان وصلوا الى تلك النخلة
الواقعة بالضبط وسط الأرض وحاولوا نزعها إلا أنها استعصت عليهم فشك العمال بأن الجرفات لا تعمل
بالشكل المطلوب فأمروا بجرافات أخرى ولكن تكررت نفس المشكلة فالنخلة لم تتزحزح عن موقعها اطلاقا .
وقف العمال في حيرة من أمرهم وسط تعجب وذهول ودهشة واخذوا يتساءلون ما الذي يجري .. ما بال
تلك النخلة العجيبة لا تنزع !! امسك كل واحد من العمال يده على قلبه وأسرعوا الى المسئولين في
المشروع الذين أصابتهم نفس الدهشة حيال ذلك الأمر المعقد .
توصل احدهم الى حل جزئي بعد تفكير عميق ليطرحه على الحضور وهو ان يأتي بشيخ وذلك لأنه شك
بأن يكون الموضوع متعلقا بالجن او بالسحر .
أتى احد الشيوخ الى الموقع ليفك اللغز الذي طال انتظاره وليؤكد انه تحت هذه النخلة واد من الجن
الذين يحرسون تلك النخلة ويسكنون أسفلها ولذلك لم يستطع احد نزعها من مكانها .
وما ان علم المسئولون بالمشروع بسر تلك النخلة حتى بدأ العمل يتعثر حتى يومنا هذا ليقفوا مكتوفي
الايدي أمام ازاحة تلك النخلة من موقعها فهي السبب الرئيسي والوحيد في عرقلة المشروع التجاري وقد تتسبب في فشله .
وفي اطار بحثنا عن سر هذا الغموض توجهنا الى امام احد المساجد الموجودة في الحي التي توجد به
تلك النخلة ووجهنا العديد من الاسئلة له اول تلك الاسئلة كان .
*****
هل ما حدث مع تلك النخلة واقع فرد قائلا من الممكن جدا ان يتخذ الجن مكانا لهم وقد يكون هذا المكان
منزلا او شجرة او أي شئ آخر فيقوم هؤلاء الجن بحراسة هذا المكان وتحويله الى سكن وعندها لا
يسمحون لاي شخص بالمساس بمسكنهم بشتى الوسائل الممكنة .
كان بحضرة ذلك الموقف احد سكان الحي الذي شاركنا هو الآخر في الحديث فقال انا سمعت عن هذه
النخلة وعن الوادي الذي يوجد اسفلها ولم استغرب على الاطلاق ففي الماضي حكي لي عن امور مشابهة حدثت .
واخذ يستذكر قصصا اخرى فقال قصة هذه النخلة تذكرني بمبنى يوجد في جنوب جدة ( مركز بنك الدم
القديم ) حيث لم يتمكن احد من هدمه بعد خروجه من الخدمة وكان السر في ذلك هو انه مسكون بالجن الذين يرفضون الخروج منه .
اخذ سكان الحي المجاورون لتلك النخلة يطلقون العديد من الاسماء والالقاب عليها كنخلة الجن والنخلة
المسكونة وحوش الجن واخذت هذه الاسماء تلقى رواجا منقطع النظير .
قبل ان نجري تلك الاحاديث اقتربنا من تلك النخلة وانطلق المصور عالى العيسي في التقاط الصور لها
حيث كان منظرها يشعرك بالريبة فجريد النخلة بال ومصفر اللون ويغلب عليه الطول الذي يكاد يلامس
الارض الامر الذي يؤكد انه لم تمسسها الايدي البشرية منذ سنوات .
وفي اتصال مع فضيلة الشيخ عبد المحسن العبيكان عضو مجلس الشورى قال ان الجن يسكون في كل
مكان بيننا وخصوصا الاماكن القذرة والنجسة وقد يفعل الشياطين منهم افعالا مؤذية للانسان ومن يتبين
ذلك عليه الاستعانة بالقرآن وقراءته في المكان الذي يوجدون به وبإذن الله يتم طردهم بذكر الله .