الحلقه الرابعه عشر
توقفت منى عن لوم نفسها كلما رأت احمد , او عن التردد في الرد عليه في التليفون, فقد كان لا ينفك يتصل بها لاسباب عجيبة, فمرة يريد رقم شيرين الذي فقده, ومرة يسألها عن موعد عيد ميلاد سارة, ومرة يسأل عنها هي, وكأنها اعتادت مكالمته, وقد اطمأن عقلها تماما ان هذا شيء عادي , وان ملاقاته في الكلية صارت مهمة شبه يومية , فكانت تلاقيه بابتسامة او كلمة او سلام , ولم تعد تهرب وترتبك مثل الاول , وقد تخدر قلبها تماما مقتنعا بان الامر مجرد عادة, وان كانت تقر في باطن نفسها بانها اخيرا وجدت من يسأل عنها ويهتم بها ولو قليلا.
اما احمد فقد كانت خطته تسير على اتم مايرام , فهو لم يعد يلاقي صدودا من منى, الا انه تجنب في هذه المرحلة التحدث تماما عن اي مواضيع شخصية , حتى لا ترتاب فيه, بل صار لا يتصل بها الا بسبب معين , وقد لايطيل بالمكالمة , الا انه كان كل هدفه جعلها تعتاد على وجوده في حياتها, ويحاول قدر الامكان يبدو بمظهر الرجل المشغول بمصلحتها, "وكأنها أخته" , وقد تعمد تكرار بعض الكلمات ك"عيب يا منى دا انتي اختى" ,او"احنا اصحاب يابنتي فيه ايه" وكان ذلك كلما اراد ان يقدم لها خدمة , ومع العلم ان الشباب لا يقدمون خدمات لاخواتهم.
ذات يوم رأي مؤمن أخو منى الكبير رقم هاتف احمد على تليفونها فسألها ,وقد اعتاد ان يقلب في هاتفها
مؤمن: مين ايمو دي؟
ارتبكت منى قليلا, ثم قالت
منى: دي ايمان واحدة معايا في الكلية.
ثم اخذت موبايلها من يده ودخلت غرفتها واغلقت عليها.
م* ايه الي انتي عملتيه دا؟, كذبتي ليه؟, مكانش فيه داعي تكذبي
وتقوليله ليه؟ , وهو يسألك ليه اصلا؟, هو كل شوية تفتيش؟ , انتي المفروض يكون ليكي خصوصيتك, انتي بنت ودي حرية شخصية
بس انا عمري مكذبت عليه , ومكانش له لازم اصلا اكذب , مفيش حاجة
انتي بتستهبلي , عايزة تقوليله دا صاحبي الاكبر منى , ولما يفتح اللوج ويلاقيه هاريكي مكالمات
بس عادي منا كل مايسألني على نمرة ولد على موبايلي بقوله
دا لما يكون قدك , او اصحابك من المدرسة , بس مش احمد
طب ولما يشك؟,ولا يسأل شيرين؟, اعمل ايه انا ساعتها بقي؟
ماهو الي هيخليه يشك ,غباوتك دي, وانتي ايه الي يخليكي تقولي لحد؟, مفيش حاجة عشان تحكي, انتي عايزة تشككيهم فيكي ع الفاضي, انتي بتدوري ع المشاكل وخلاص؟,ولا تقولي لحد خالص , لا شيرين ولا سارة ولا مخلوق يعرف , انتي كبرتي , ومن حقك تحتفظي باسرارك لنفسك, خليكي كده مصحصحة, محدش هيخاف عليكي الا انتي
يعني , مقولش لحد خالص؟؟؟
خاااالص ,خالللللص
********************
احمد: الو منى؟ ايه الاخبار.
منى : الحمد لله .
احمد: صوتك عامل كده ليه؟,مالك؟, انتي عيانة؟؟.
منى : اه , من امبارح وانا عندي برد,اخنفيت صح؟؟.
م*حد يقول لولد اخنفيت؟؟ مش تمسكي لسانك؟
احمد: لا دا انتي شكلك تعبانه خالص ,بتاخدي دوا؟.
منى: اه معتز جابلي دوا وهو راجع من صلاة الجمعة .
أ*هو النهاردة الجمعة ؟, ودا مين معتز دا كمان؟
احمد: معتز ؟ , دا اخوكي الكبير؟.
منى: لا , مؤمن الكبير , معتز اكبرمنى بتلات سنين.
احمد: دا الي في صيدلة المنيا؟.
منى: اه .
أ*اكيد اصغر منى
احمد: هو نازل كام يوم؟.
منى: هيقعدله اسبوع عشان العيد الكبير ويرجع تاني.
عطست منى اثناء الحديث ثلاث مرات على التوالي , ولما اعادت السماعة على اذنها سمعت احمد منخرطا في الضحك فقالت.
منى: انت بتتريأ عليا؟؟.
احمد: لا , يرحمكم الله , بس حاسبي تعديني, انا هقفل عشان شكلك كدة مش قادرة تتكلمي .
م*ليه كده , خليك تسليني شوية , دانا زهقانه من الصبح مقمتش من على السرير
منى: ايه ده ,خايف تتعدي؟.
احمد: لا , انتي اي حاجة منك حلوة , حتى العيا , بس انتي شكلك تعبانة بجد .
منى: ماشي ياسيدي, روح قبل ما اعطس تاني.
احمد: سلامتك يا قمر ياريتني كنت انا.
م*...............
منى: باي باي.
احمد: باي يا جميل.
بعد ان اغلق احمد التليفون قرر الارتقاء بخطته للمرحلة الثالثة , فانتظر حوالي نصف ساعة ثم ارسل لها رسالة على التليفون
"سلامتك يا موني , لو اقدر كنت اكون انا مكانك كنت اخدت منك العيا , شدي حيلك , عشان نرجع نشوفك تاني"
تلقت منى الرسالة قبل نومها, فابتسمت وشعرت بالسعادة وغالبها النعاس , ونامت تحلم باحمد.
اما احمد , فشعر باقتراب نجاح خطته ,وان صبره لم يكن بلا جدوي ,
وقريبا جدا ستقع منى في يده , وساعتها يرتاح